غصت جنبات المركب الثقافي الحرية بفاس مساء الجمعة 30 يناير 2015 بجمهور غفير أغلبه من الشباب والمثقفين والمهتمين بفنون الفرجة ، جاء بعضهم من الرباط والبيضاء وسلا ومدن مغربية أخرى دعما لفرقة " شارع الفن " ، الحديثة التأسيس ، في هذه التجربة الفنية الجديدة .
تابع بعض الحاضرين المتأخرين لوحات هذا العرض الدرامي المختلفة وهم واقفين في جنبات القاعة الكبرى للمركب الثقافي أو في مؤخرتها بعد أن امتلأت كل المقاعد قبيل انطلاق العرض حوالي السادسة والنصف . ولوحظ تجاوب كبير مع لحظات مسرحية " الميكروفووو " ، في عرضها الإفتتاحي هذا ، الذي شخص دوريه الرئيسيين بتلقائية مقبولة نسبيا الممثلان الشابان هشام الغفولي (مؤلف نص المسرحية) وحمزة أمين المرابط (مدير الإنتاج) خصوصا في المواقف التي تضمنت نقذا لاذعا لبعض المظاهر السلبية في حياتنا اليومية (سقوط العمارات بسبب الغش في البناء / العلاقة المتوترة بين أب وإبنه / التفاوت الطبقي والصراع السوسيو اقتصادي وطغيان القيم المادية ...) . كما لوحظ اجتهاد من طرف مخرج العرض الشاب إبراهيم بنخدة ، الذي حاول توظيف التقنيات السمعية (موسيقى وأغاني غربية وميكروفون مع صوت الممثلة والإذاعية لبنى المستور وأصوات أخرى ) والبصرية (شاشة تلفاز وما ظهر عليها من صور ولقطات) بالإضافة إلى ملابس وإنارة وسينوغرافيا ومؤثرات صوتية مناسبة ، الشيء الذي أبعدنا كمتفرجين من الشعور بالرتابة وشدنا إلى موضوع المسرحية وحواراتها من خلال الإنتقال السلس من لوحة إلى أخرى من لوحاتها (مشاهدها) المختلفة .
ولعل التصفيقات الحارة التي تخللت العرض ووقوف الجمهور مصفقا بقوة عند انتهاءه ، احتراما وتقديرا للمجهود الجماعي المبذول في إنجازه ، لدليل قاطع على نجاح هذا العرض الإفتتاحي ، الذي ستتلوه عروض أخرى لا محالة منقحة ومزيدة . ويمكن اعتبار لمسة الكاتب والسيناريست المعروف محمد منصف القادري ، الذي أشرف فنيا على هذا العرض ، عاملا من عوامل نجاح هذه المسرحية على مستوى بنائها كنص وتنفيدها كفرجة على الركح .